والمهندسين لهم وجهة نظر مختلفة تماما, فالشمس عندهم نجم هيولي مفعم بالقوة والنشاط ومرجل من القوى النووية الحرارية التي تنفث وابلا من الإشعاعات في أي وقت.
وعندما يتصادف أن تكون الأرض في مسار تلك العواصف الشمسية فإن لهيبها قد يحدث دمارا لشبكات الكهرباء, ويعرقل الاتصالات اللاسلكية, ويعطل عمل الأقمار الصناعية. وتفادت الأرض طوال الحقب من عصر الفضاء وحتى الآن ما قد تلفظه الشمس من لفحات مدمرة.
ومع دخول الشمس دورة من النشاط المتزايد فإن مزيدا من موجات الوهج الدفّاق قد تكون في طريقها إلينا, ما حدا بالعديد من علماء الفلك والشركات إلى الاستفسار عن مدى قدرة الأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء على الصمود في وجهها.
وتعتبر العواصف الشمسية نتاج كيمياء معقدة، كما يقول هيمين وانغ مدير مختبر أبحاث طقس المناخ التابع لمعهد نيوجيرسي للتكنولوجيا بالولايات المتحدة.
فما يجري داخل الشمس من نشاط يحدث دوامات من القوة المغناطيسية التي تؤدي إلى انخفاض طفيف في درجة حرارة سطح الشمس والتي تسبب بدورها في ما نشاهده من بقع شمسية.
وتشهد الشمس كل 11 عاما تقلبا في الشمال والجنوب المغناطيسي. ويتسبب هذا الاضطراب الناجم عن ذلك التقلب في أعداد متزايدة من البقع الشمسية, وهو اضطراب يتوقع أن يصل ذروته في 2012 حيث سيكون بمقدور الطاقة المغناطيسية أن تتجمع على سطح الشمس قبل أن تندفع فجأة في شكل انفجار هائل.
وسيصل هذا اللهب إلى الأرض مباشرة عقب وصول الضوء الذي يقطع مسافة 93 مليون ميل في حوالي ثماني دقائق. وبعبارة أخرى, لن يتسنى -لمن اعتادوا التحديق في السماء- معرفة ما إذا كانت هناك عاصفة شمسية أم لا إلا قبيل وصول إشعاعاتها إلى الأرض بقليل.
المصدر: كريستيان ساينس مونيتور
- المرفقات
- 1_182976_1_34.jpg
- (32 Ko) عدد مرات التنزيل 181