* قال شيخ الإسلام رحمه الله:
* من دخل المسجد فصلى تحية المسجد ودعا في ضمنها لم يكره ذلك.
* في الرواتب والفرائض أن يكون في ضمن الصلاة لوجهين:
- أولا: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( فأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) فجعل الدعاء في نفس الصلاة.
- وثانيا: أنه قال - يقصد النبي صلى الله عليه وسلم - في التشهد إذا قال ذلك ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) وقال عليه الصلاة والسلام: ( إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع , يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم , ومن عذاب القبر , ومن فتنة المحيا والممات , ومن شر فتنة المسيح الدجال ) فجعل الدعاء في ضمن الصلاة.
- وإذا كان جعل الدعاء في ضمن الصلاة تبين أن ما يفعله بعض الناس اليوم من الدعاء بعد الصلاة مخالف لما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في كونه يدعو في ضمن الصلاة.
- وإذا كان هذا مخالفا لما تقتضيه الشريعة فهو أيضا مخالف لما يقتضيه النظر ، لأن كونك تدعو وأنت بين يدي الله في المجيء خير من أن تدعوه بعد الانصراف وهذا معنى معكوس.
* وما تحسين الدعاء بعد الصلاة النافلة كثيرا عند أهل نجد أو الفريضة عند الوافدين إلا كتحسين التغميض في الصلاة ، كثير من الناس يقول إنه إذا أغمض عينيه في الصلاة كان أخشع له ، وذلك من تحسين الشيطان له ، لأن التغميض في الصلاة إما مكروه أو خلاف الأولى لكن الشيطان يحبب للنفوس إذا أغمض يدعي أنه يجتمع عليه قلبه على الصلاة ومعانيها ، فالصواب أن نقول:
- من أراد أن يدعو الله عز وجل فليدع قبل السلام إما في السجود ، وإما بعد التشهد الأخير ، وأما بعد الفريضة فقد بين الله عز وجل ماذا نقول فيها ، فقد قال عز وجل: ( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ).
- ولا يرد علينا أن الإنسان إذا سلم في الفريضة استغفر كذلك ، والاستغفار هو طلب المغفرة ، لأن هذا الاستغفار ليس لعموم الذنب ، بل لما حصل من نقص وخلل في الصلاة ، ولهذا بدىء به قبل كل شيء.
- وكذلك لا يرد علينا صلاة الاستخارة لأنه دل التكليف على الدعاء بعد الصلاة مما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم بالنص ، ثم إنها تكون بعد نافلة وليس الفريضة. انتهى كلامه رحمه الله.
مع التحية لـ[center]