قال عطاء السلمي : مُنعنا الغيث فخرجنا نستسقي فإذا نحن بسعد ون المجنون في المقابر فنظر إلي فقال : يا عطاء هذا اليوم المشهود أو بعثر ما في القبور ؟ فقلت : لا ولكن منعنا الغيث فخرجنا نستسقي فقال يا عطاء :
بقلوب أرضية أم بقلوب سماوية؟
فقلت : بل بقلوب سماوية . فقالا : هيهات (بَعُد) يا عطاء قل للمتبهرجين (المتكبرين) لا تتبهرجوا, فإن الناقد بصير . ثم رمق (نظر) السماء بطرفه (بعينه) ,وقال : إلهي وسيدي ومولاي لا تهلك عبدك بذنوب عبادك ولكن بالسر المكنون من أسمائك وما وارت الحجب من آلائك إلا ما سقيتنا ماء غدقاً كثيراً فراتاً تُحيي به العباد وتروي به البلاد يا من هو على كل شيء قدير.
قال عطاء : ما استتم الكلام حتى أرعدت السماء وأبرقت وجاءت بمطر كأفواه القِرَب جمع قربة وهي إنا كبير به ماء فولى وهو يقول :
أفلح الزاهدون والعـــــــــــــــابدون إذ لمولاهم أجاعـــــــــــوا البطونـــــا
أسهروا الأعين العليـــلة حبــــــــــاً فا نقضى ليلهم وهم ساهرونــــــــــــا
شغلتهم عبادة الله حتــــــــــــــــــى حسب الناس أن فيهم جنونـــــــــــــــا